26 تشرين الأول 2024 12:00ص سابا زريق يطلُّ عبر «اللواء» على الواقع الراهن وتطورات الأحداث: الحرب طويلة ومحاولة توطين السوريين هو لخلق شرق أوسط جديد
لبنان على مفترق طرق: حرب طويلة وأميركا وإسرائيل وإعادة تشكيل الشرق الأوسط
مخاطر الحرب طويلة الأمد وتأثيرها على لبنان
يمر لبنان بمرحلة صعبة للغاية، وتُثير التطورات الأخيرة العديد من التساؤلات حول مستقبل البلاد. يُشير الدكتور سابا زريق، مفكر لبناني بارز، إلى أن الحرب ستكون طويلة بسبب نوايا إسرائيل للقضاء على حزب الله. يُؤكد أيضًا أن توقف العمليات العسكرية في لبنان مرتبط بشكل كبير بتطور الأحداث في فلسطين المحتلة، حيث أنّ إسرائيل مصممة على استعادة رهائنها عند حماس. كما أن نتائج المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول النووي ستلعب دورًا مهمًا في تحديد مسار الحرب.
وضع اليد على لبنان وغياب الاستقرار
يُؤكد زريق على أن لبنان كان تحت وصاية دول عربية أو غربية منذ استقلالها، وتتنافس الدول باستمرار على وضع يدها على البلد. يُشير إلى أن الضعف الداخلي اللبناني، المتمثل في التشرذم والتعددية الطائفية، يساهم في استغلال هذه الدول لضعف لبنان لتحقيق مصالحها الخاصة.
النازحون اللبنانيون والسوريون: اختلافا كبيرا
يشرح زريق أن وضع النازحين من جنوب لبنان إلى مناطق آمنة في الداخل يختلف تماماً عن وضع النازحين من سوريا. فأبناء الجنوب هم لبنانيون، فقدوا ممتلكاتهم وهم ضيوف على مناطق آمنة في لبنان. ويُؤكد أنهم يتطلعون للعودة إلى أراضيهم، ولكن الدمار الهائل الذي لحق بالجنوب بسبب الحرب الإسرائيلية يُعيق هذه العودة. ويؤكد على أن العملية تحتاج إلى دعم مالي لبناء مخيمات مؤقتة لإيواء النازحين حتى توقف الحرب وإعادة الإعمار لاحقًا.
أما بالنسبة للنازحين السوريين ، فهو يرى أن عدد النازحين ، خاصة بعد انتهاء الحرب في معظم المناطق السورية، يدل على أن السبب الرئيسي للهجرة ليس بالضرورة هرباً من النظام السوري. ويُشير إلى أن منظمة الأمم المتحدة، من خلال “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” (UNHCR)، ترفض عودة هؤلاء إلى بلادهم على الرغم من إمكانية إنشاء مخيمات آمنة لهم خارج الأراضي اللبنانية. كما يرى أن الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين الذين يدخلون سوريا من وقت لآخر وتخرج منها دون خشية الاعتقال تُشير إلى أن النزوح ليس بهذا السبب فقط.
“الشرق الأوسط الجديد” وتوطين السوريين في لبنان
يُؤكد زريق على أن الشرق الأوسط الجديد هو مخطط كبير لخدمة إسرائيل ، ويدعمه دول غربية. ويُشير إلى أن هذا المخطط يُهدف إلى الحفاظ على الكيان الإسرائيلي وإعادة خلط الجغرافيا و دعم استيطان مجموعات في غير وطنها الأصلي. ويعتقد أن النزوح السوري الكبير إلى لبنان ، الذي ازداد في السنوات الأخيرة، قد يكون جزءًا من هذا المخطط ، وقد يؤدي إلى تغيير ديموغرافي كبير في لبنان ، وربما تُوطين السوريين في لبنان.
نتنياهو و اليونيفيل: أهداف مشبوهة
يرى زريق أن مطالب نتنياهو من قوات اليونيفيل بالإبتعاد عن مناطق القتال لها أهداف مشبوهة. فإسرائيل ، بحسب رأيه، تريد إبعاد شهود عيان عن خروقاتها المتكررة ، وتهدف إلى إفساح المجال لاحتلال مناطق لبنانية وبناء مستوطنات فيها. ويُشير إلى أن إسرائيل تُعتبر اليونيفيل ، والتي تُشارك في مهام الأمم المتحدة ، خصماً ، كما تُظهر ردّة فعلها على مواقف الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش ، المتعاطف مع فلسطين.
غارات إسرائيلية على لبنان: أهداف واضحة
يوضح زريق أن الغارات الإسرائيلية على لبنان تستهدف أولاً أول عناصر و منشآت لحزب الله. ويُشير إلى أن إسرائيل استهدفت مسؤول في حزب الله في جونيه ، وهدّمت بناية في قرية إيطو في شمال لبنان، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 20 مواطنًا. ويُحذر من أن نتنياهو قد يُنفذ خططه لتدمير لبنان من شماله إلى جنوبه.
طلب أميركا من رعاياها مغادرة لبنان: تحذير خطير
يُشير زريق إلى أن طلب أميركا من رعاياها مغادرة لبنان هو تحذير خطير. ويُؤكد أن أميركا على دراية بخطط إسرائيل ، وأنّها تحاول حماية رعاياها من مناطق خطر. ويُضيف أن دولًا أخرى ، مثل تركيا ، طلبت من رعاياها مغادرة لبنان ، وأرسلت باخرتين لنقلهم. ويُؤكد أن هذا التحذير يُظهر أن الآتي قد يكون أسوأ ، ويُعبر عن أمله في أن تتوقف الحرب في أسرع وقت ممكن.
انتخابات الرئاسية في لبنان: التأخير و العقبات
يشرح زريق أن أسباب التأخير في انتخاب رئيس جديد للبنان ما زالت قائمة ، وتتمثل في تمسك الفرقاء المؤثرين بمواقعهم . ويُشير إلى أن العديد من العقبات ، مثل عدم وحدة الموارنة ، تُعيق العملية الانتخابية. ويُذكر أن انتخاب الرئيس ميشال سليمان أُجّل لعدة سنوات في الماضي ، وتكرر ذلك في الوقت الحالي.
التمديد للرئيس عون: مُخالف للدستور
يُؤكد زريق أن الرئيس عون كان قد رفض مبدأ التمديد ، وأن التمديد للرئيس هو غير مُجدٍ ، و يُشير إلى أن العديد من السياسيين يتصرفون كما لو أن لبنان ليس لديه دستور.
عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية: علامة على تعافي البلاد ؟
يُرى أن كثرة عدد المرشحين للانتخابات الرئاسية ، و تعدد الأسماء ، قد تُعتبر علامة على تعافي لبنان من فترة الركود و الشلل السياسي . ويُشير إلى أن تعدد المرشحين يُساعد النواب في اختيار مرشح يُناسب تطلعاتهم و نهجهم. ولكن ، يُشير إلى أن انقسام النواب و عدم قدرة “النواب التغييريين” على تغيير المعادلة السياسية في لبنان ، يُعيق العملية الانتخابية. ويُضيف أن انعقاد جلسات المجلس النيابي للانتخاب تتعطل أحيانًا بسبب اختلاف الآراء حول النصاب ، و رغبة رئيس المجلس في دعوة النواب فقط عندما تتبلور صورة من سوف يُنتخب.
الأحداث المتسارعة تُفرض انتخاب رئيس جديد
يؤكد زريق على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت ممكن ، خاصة في ظل الأحداث المتسارعة و الحرب التي تُشن على لبنان. ويُشير إلى أن الحرب تُفرض الترفع عن الخلافات السياسية و التكاتف من أجل إنقاذ الوطن.
تدمير الأراضي الزراعية: سياسة الأرض المحروقة
يُرى أن تدمير إسرائيل للأراضي الزراعية في لبنان ، هو جزء من سياسة “الأرض المحروقة” . ويُشير إلى أن إسرائيل تُخطط لبناء مستوطنات على هذه الأراضي ، كما حصل في فلسطين ، وتحاول التوغل بحجة إنشاء منطقة عازلة .
مواقف الاستنكار: حبر على ورق
يشير زريق إلى أن المجتمع العربي يُعاني من عدم قدرته على ترجمة مواقفه المعلنة ، المقتصرة على إبداء استنكار ما يجري في فلسطين و لبنان وتقديم الدعم العيني و المادي لهما. ويُؤكد أن هذا الإحراج ينبغي أن يُصيب جامعة الدول العربية ، قبل أن نُطلب من المجتمع الدولي التحسس به. ويُذكر أن الدول لا تهتم إلا بمصالحها ، و لذلك لا تقدم على أي دعم عملي. ويُشدد على أهمية أن يعود اللبنانيون إلى رشدهم في هذه الفترة العصيبة ، و يتكاتفون من أجل إنقاذ الوطن.
أزمة لبنان: أزمة نظام أم أزمة دولة ؟
يُؤكد زريق على أن لا يمكن لأي دولة أن تستقيم إن لم يكن دستورها واضحاً ، و قضاؤها نزيهاً ، و نظامها ثابتاً. ويُشير إلى أهمية إكمال تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني التي أُبرمت في الطائف. ويُطرح سؤال هام حول سبب عدم استكمال تنفيذ بنود الطائف الأخرى ، مثل المركزية الإدارية و المناصفة في التمثيل النيابي ، و عدم انتخاب مجلس الشيوخ . ويُشدد على أن إعادة النظر في وثيقة الوفاق الوطني هي ضرورة لتعديله ، و أن تعديل توزيع المناصب بين الديانات لا يُعتبر تعديلاً في النظام ، بل يُعتبر تعديلاً على النظام الجمهوري البرلماني.
يُؤكد زريق على أن هناك مواد في الدستور غامضة و قابلة لتفسيرات عديدة ، و يُطالب بتعديل هذه المواد و إضافة مُهل معينة للحد من الخلافات حول تفسير بعض البنود الدستورية. ويُشير إلى أن نقص مُهل معينة في الدستور ، مثل المُدة المفروض على رئيس الوزراء المُكلف أن يلتزم بها لتشكيل حكومته ، يُؤدي إلى أزمات دستورية. ويُشدد على أن الاستشارات الملزمة ينبغي أن تكون “ملزمة بنتائجها”. ويُضيف أن الدستور يشكو من ثغرات كثيرة أخرى يُمكن تعديلها.
في الخاتمة ، يُؤكد زريق على أن ينبغي أن نُركز على تحسين دولتنا ، و أن نظامنا جيد ، و أن نُركز على حل مشاكل دولتنا بدلاً من التركيز على مشاكل النظام.
SEO Friendly Title: لبنان على مفترق طرق: حرب طويلة و تغيير الشرق الأوسط
تم نشر هذا المقال بواسطة تطبيق عاجل
التطبيق الأول لمتابعة الأخبار العاجلة في العالم العربي
اضغط لتحميل التطبيق الآن مجاناً